حوار مع قلمي ..

أمسكت قلمي لكي أخط بعض العبارات
فقال : اتركني فلم يعد لي قدرة على البوح
فما يكتب الآن سوى أوراق ستشيخ وتصفر
أو تلف بها بعض المأكولات
أ إلى هذا الحد وصل حال الكتابة والعلوم والمعرفة

قلت وكلي ثقة : نحن العرب مهد العلم والحضارات
نقل الغرب عنا العلوم والمعرفة
نحن من وضع علم الجبر والرياضيات
ومن رسم اول خريطة للعالم
وعلماؤنا كانوا السبب في كثير من الاختراعات والاكتشافات
نحن من نظم الشعر وبحوره
نحن أصحاب المعلقات
نحن من كان للشعر عندنا أسواق
نحن من نظم للحب والغزل والكره والشجاعة والبطولة أبيات وأبيات

تأمل القلم وقال : لقد سأمت كل هذه الحكايات
فلنرى ما هو حاضركم ومستقبلكم
وكيف نسيتم وتركتم البدايات
أم أن الزمن قد نال منكم
أو قد غُيرت بعض الصفات
أم أنه لم تستطيعوا يوماً أن تنقلوا هذه المهارات
أم كان بفعل تغير الجينات

استنهضت قواي وقلت : لكن ما زال لدينا بعض المحاولات
من كتب وصحف ومجلات
وبعض الكُتاب والكاتبات
فأستوقفني القلم وقال : عن أي محاولات
وعن أي كتب وصحف ومجلات
هل تتحدث عن كتب الأبراج أم عن شعر اللااخلاقيات
أم عن كتب الحياة الجنسية
واعداد ما أشهى من الاطباق والمأكولات
أم عن الصحف الصفراء و المانشيتات
بئس القلم الذي خط مثل هذه الكتابات
إلا من رحم ربي وكانوا وكن للعلم والمعرفة حافظين وحافظات

شعرت بأني لم أعد قادراً على المجادلة
فقال القلم لي : إتركني هنا ودعني في الذكريات
ولكني أرجوك لا تهملني
أخاف أن أستعمل يوماً للكتابة على جدران الحمامات
وضحك بصوت عالي وقال بحزن :
إن كانت هذه نهايتي فهي بئس النهايات